الثلاثاء، 1 يوليو 2014

فن الدردشة الخفيفة - اتصال


"لا يهم ما تعرفه، أو من تعرفه، بل من يعرفك أنت".
-"سوزان روان"
 من الأسهل بكثير بناء شراكات مع أناس تعرفهم بالفعل- أو لو أردنا تحرى المزيد من لدقة لقلنا مع أناس يعرفونك بالفعل. وعملية بناء هذه العلاقات الاجتماعية تعرف باسم الدردشة الخفيفة.

إذا كنت متحفظاً بشأن الدردشة- سواء لكونك إنسانًا خجولاً أو لأنك تعتبر هذا الأسلوب مسيئاً أو انتهازيا- ينبغي ألا تكون كذلك. يعرِّف "دراسي ريزاك" في كتابه "The Frog and the Prince" إقامة شبكة علاقات باعتبارها "الكشف عما يمكنك القيام به من أجل الآخرين".

ويعتنق أبرع خبراء الدردشة في العالم توجه "ريزاك" الخارجي الذي يشدد على ما يمكن للمرء أن يفعله للآخرين. وهذا التوجه هو أساس بناء علاقات موسعة طويلة الأجل. وبناء على هذا الأساس، إليك طريقة لتوسعة قاعدة معارفك:
  • اخرج للناس. إن الدردشة رياضة الغرض منها التواصل، ومن ثم فلا مجال لممارستها بالبيت أو بالمكتب وحدك. أرغم نفسك على حضور المعارض التجارية، والمؤتمرات، والندوات، والمؤتمرات، وحفلات الكوكتيل.
  • اطرح الأسئلة السليمة، ثم ألزم الصمت. لا يهيمن المتحدثون البارعون على المحادثة. فهم يبدؤونها بأسئلة مثيرة، ثم ينصتون للآخرين. على ذلك فهم ليسوا متحدثين جيدين، بل منصتين محنكين. وليس هناك ما هو أفضل من منصت جيد. وأفضل سؤال يمكنك طرحه هو: " ما هي طبيعة عملك؟".
  • تابع. تابع علاقاتك بأي شخص حديث العهد بك بعد لقائك الأول به بأربع وعشرين ساعة. أرسل إليه رسالة بالبريد الإلكتروني، أو أتصل به على الهاتف، أو ابعث إليه بنسخة من كتابك الجديد. يخشى البعض أن يعطوا الآخرين أرقام هاتفهم أو عنوان بريدهم الإلكتروني خشية أن يتعرضوا للإزعاج. ولكنني لم أتعرض لمثل هذا الموقف فيحياتي. فقليل من الناس جدًا هم الذين يتابعون العلاقة لدرجة الإزعاج.
  • سهِّل سبل الاتصال. إنه لأمر يبعث على السخرية أن كثيراً ممن يريدون أن يبرعوا في التواصل مع الآخرين يضعون عقبات كثيرة في سبيل الاتصال بهم. فهم لا يحملون بطاقات العمل على سبيل المثال، أو لا يطبعون عنوان بريدهم الإلكتروني ورقم هاتفهم على هذه البطاقات. وإذا وفروا معلومات للاتصال بهم، لا يردون على رسائل البريد الإلكتروني أو البريد الصوتي.
  • اكتشف عن اهتماماتك. إذا لم تستطيع سوى الحديث عن عملك، فأنت إنسان ممل. فالبارعون في الحوار شغوفون بالعديد من الاهتمامات المتنوعة. ومن فوائد هذه الاهتمامات توفير سبل إضافية للتواصل مع الآخرين.

ولا أعنى أنه يتعين عليك ممارسة هواية ما فقط لآن ذلك سيعود بالنفع  على عملك. على سبيل المثال، فأنا أفضل أن أكون فقيراً على أن أمارس لعبه الجولف. ولكنني تمكنت من إقامة علاقات عمل متعددة من خلال لعبة الهوكي _ كما تعرفت على رفاق يشاركونني لعبة الهوكي أيضاً من خلال العمل.

وإذا لم تكن لعبة الهوكي تستهويك ، إليك المزيد من الاهتمامات التي يمكننا التواصل من خلالها :سيارات "أودى "،وساعات "برايتلينج"، ومرض طنين الأذن ، وكلاب "البوكسر"،وكفالة الأطفال ،ولندن، والتصوير الرقمي ،وأجهزة "ماكنتوش" في استطاعتي في ظل هذه الاهتمامات الثمانية التواصل مع أي إنسان في العالم.

  • اقرأ بنهم. إذا كنت إنسان بائساً ليس لديه أية اهتمامات ،عليك إذن بالقراءة بنهم بحيث يتسنى لنا الحديث قليلاً عن الكثير من الأشياء اجعل صفحتك الأساسية على شبكة الإنترنت هي صفحة جوجل نيوز لتجعل من القراءة شيئاً سهلاً.
  • أسد المعروف للآخرين. إن جميع أعمالنا تكتب إما لنا أو علينا (لمزيد من المعلومات بهذا الصدد، ارجع المقال الحادي عشر "فن العطاء الإنساني"). إذا كنت تود أن تصبح من أبرع المتحدثين في العالم، تأكد من بياض صحيفتك في السماء. ويتحقق لك هذا من خلال مساعدة الآخرين- خاصة هؤلاء الذين يبدو واضحًا عجزهم عن تقديم أي شيء لك في المقابل. ولا تنتظر أي مردود على صنيعك. وفي النهاية، ستجد هذا الأثر في صحيفة أعمالك.
  • رد المعروف لأصحابه.بما أنني مؤمن بإسداء المعروف للآخرين، فلا شك في أنني أؤيد رد المعروف للآخرين أيضًا. فعندما يسدى إليك أحدهم معروفًا، تكون بذلك قد قبلت بواجب أخلاقي يملى عليك رد المعروف. والبارعون في التواصل يردون المعروف بسخاء وسعادة. وهذا لا يجعل صحيفتك بيضاء فحسب، بل ويمكنك طلب المزيد من الخدمات.
  • اطلب من الآخرين رد لمعروف إليك. على الرغم مما يفتقر إليه هذا البند من منطق، إلا أنك يجب أن تطلب من الآخرين أن يردوا إليك المعروف الذي أسديته إليهم. فهذا كفيل العبء من على صدور من يعتقدون أنهم مدينون لك بشيء . ولذا، فهو يمثل فرصة لتصفية النفوس. وبعدها يستطيع الطرف الآخر التماس خدمات جديدة.

استثمر حياتك في شيء مفيد - تنمية بشرية


فن تعظيم الأرباح "الاستمطار"
 " كفي سعيًا وراء القروش السهلة، واشرع في استثمار حياتك في إنتاج شيء مفيد. أبدع بدلاً من أن تقتات على بيع وشراء أشياء الآخرين".
-  "كارل فوكس" (من فيلم "وول ستريت")

بيت القصيد
في الثقافة الخاصة بالسكان الأصليين لأمريكا كانت عملية الاستمطار تتم على يد ساحر القبيلة الذي يوظف طقوسًا وتعويذات من أجل أن يجعل المطر يهطل. أما الاستمطار أو تعظيم الأرباح يضطلع به الشخص القادر على تحقيق مبيعات ضخمة. وكما الحال بالنسبة لهؤلاء السحرة، تمكن رجال الأعمال من خلق طقوسهم وتعاويذهم الخاصة "لحث سماء المال على الإمطار".
وهناك عاملان يصعبان على الشركات الناشئة عملية الاستمطار.
أولاً، على الرغم من أن رجال الأعمال يصممون منتجًا أو خدمة لغرض محدد، إلا أنهم لا يستطيعون الجزم بالقطاع الذي من المقرر أن يشتريها ولا فيما ستستخدم. ولذا، فإن خطوة في عملية الاستمطار (سنطلق عليها تحقيق مبيعات ضخمة لاحقًا) هي طرح الإصدار الأول من المنتج أو الخدمة بالأسواق للكشف عن المناطق التي يحقق فيها أعلى المبيعات. كن متيقظًا لأنك قد تجد نفسك في خضم سوق تشهد منافسة عنيفة.
ثانيًا، قد تجد أن منتجات وخدمات الشركات الناشئة نادراً ما تشترى، يجب على مسئولي الشركة الاجتهاد في تسويق منتجاتهم لكي تباع لأن القليل من العملاء هم الذين يخاطرون بشراء منتج أو خدمة جديدة لمؤسسة جديدة لا تملك التمويل اللازم. وعلى هذا تكون الخطوة الثانية في عملية استقطاب كمية ضخمة من الأموال هي التغلب على هذه العقبة، وإقناع العملاء بشراء المنتج.
قبل أن نبدأ، إليك قصة توضح كيف تمكنت سيدة أعمال من اجتذاب العديد من المشترين المحتملين لمنتجها، وتغلبت على امتناع أحد المحلات عن قبول منتجها. ذات مرة، رفض أحد المحال الباريسية أحدث عطور "Estee Lauder" متعهد توريد العطور الشهيرة. وإذا استشاط "لاودر" غضبًا، سكب العطر على الأرض، فجذبت الرائحة الذكية انتباه العديد من عملاء المحل لدرجة أن المحل اضطر إلى قبول شحنة العطور نظراً للإقبال عليها. أحياناً ما يأتي الفعل غير المتوقع بنتائج إيجابية غير متوقعة أيضاً.

دع ألف زهرة تثمر
لقد اقتبست هذا المفهوم من " ماو تسي- تونج"  على الرغم من أنه لم يضعه موضع التنفيذ أثناء الثورة الثقافية. في سياق الشركات الناشئة، يعنى هذا المفهوم:
اغرس الكثير من البذور. وانظر أيها تضرب بجذورها في الأرض وتزهر. ثم غذ هذه الأسواق.
تفزع العديد من الشركات عندما تلاحظ ثمار أزهار غير مقصودة. فتستجيب بمحاولة إعادة نشر منتجها أو خدمتها بحيث يستخدمها العميل المستهدف بالشكل المقصود. وهذا غباء شديد- على المستوى التكتيكي.

المال هو الحكم!
عندما تزهر الأزهار، يتعين عليك أن تتعرف على أماكن وأسباب إزهارها، ثم تعديل أسلوبك بما يعكس هذه المعطيات. إليك أمثلة جلية على أزهار مثمرة ذكرها عميد التأليف العملي "بيتر إف. داركر".
- كان مخترع المخدر الموضعي المعروف باسم "نوفوكين" يهدف لجعله بديلاً للتخدير العام بالنسبة للأطباء. ولكن الأطباء أعرضوا عن استخدامه وظلوا يعتمدون على أساليبهم التقليدية. على العكس من ذلك، نجد أن أطباء الأسنان سرعان ما تبنوه، ومن ثم فقد ركز المخترع على هذا السوق غير المتوقع.
- كانت شركة "يونيفاك" رائدة صناعة الكمبيوتر. ولكنها كانت تؤمن بأن أجهزة الكمبيوتر هي أدوات تخدم العلماء فحسب، ومن ثم ترددت في بيع منتجها في سوق الأعمال. وعلى العكس، لم تركز شركة "أيبي إم" على قطاع العلماء، ومن ثم سمحت لمنتجاتها بالازدهار كأجهزة تخدم قطاع الأعمال. وهذا هو السبب الذي من أجله دخلت أجهزة "أيبي إم" الكثير من البيوت، ولا يسع المرء الآن عن شركة "يونيفاك" سوى في كتب التاريخ.
- اشترت شركة هندية ترخيصًا لتصنيع دراجة أوروبية تشتمل على محرك مساعد. ولكن الدراجة لم تحقق نجاحًا يذكر، بيد أن الشركة لاحظت أنها تلقت العديد من الطلبيات للحصول على المحرك وحده. وإذ تحرت الشركة هذا التطور العجيب في الأحداث، اكتشفت أن محركها يستخدم كبديل للمضخات اليدوية لري الحقول. وسرعان ما شرعت الشركة في بيع ملايين من مضخات الري.
يوضح الجدول التالي طريقة مفيدة للتفكير في الأزهار المثمرة. تسعى أغلب الشركات إلى الهيمنة على المربع الأيمن الأعلى، فيما أن الزخم الحقيقي يكمن في المربع الأيمن الأسفل، ولذا يجب أن تتحلى بالمرونة والانفتاح على العملاء والاستخدامات غير المتوقعة.

لاحظ الغوريلا
أجرى "دانيال جيه. سايمونز" من جامعة "إلينوى" و "كريستوفر إف. تشابريس" من جامعة "هارفارد" تجربة مثيرة كان لها دلالات ذات صلة باستقطاب كمية ضخمة من الأعمال. فقد طلبا من الطلبة مشاهدة فيلم فيديو لفريقين من اللاعبين الذين يمررون كرة السلة لبعضهم البعض. وكانت مهمة الطلبة حساب عدد التمريرات التي يقوم بها كل فريق لأعضائه.
بعد بداية اللقطة بخمس وثلاثين ثانية، دخل ممثل متنكرًا في شكل غوريلا الغرفة، وأخذ يضرب صدره بيديه، وظل بالغرفة لتسع ثوان أخرى. وعندما سئل الطلبة عما إذا كانوا لاحظوا الغوريلا باللقطة، أجاب نصفهم بالنفي! من الواضح أنهموا انهمكوا في مهمة حساب عدد التمريرات فعموا عن الأحداث الخارجية.

وتحدث نفس الظاهرة بالمؤسسات: ينصب تركيز الجميع على العميل المستهدف، والاستخدامات المقصودة، فيخفقون في رؤية الثمار التي تظهر في مواطن غير متوقعة. ففي المثال السالف ذكره، ركزت شركة "يونيفالك" على السوق العلمية وأخفقن في رؤية سوق العمل- بخلاف شركة "آي بي إم"، يجب أن تسمح لمائة زهرة بالإثمار بل وتركز على غير المتوقع إن يثمر منها- ألا وهى الأسواق غير المتوقعة إن جاز التعبير- لكي تجعل أرباحك تتوالى.

استمع لآراء المحايدين - اتصال


اسمع وراء  المحايدين، لا المتعنتين
" إن المدافعين عن النظريات والإجراءات التقليدية يمكنهم دائمًا الإشارة إلى المشاكل والنقائض التي تشوب أي نظريات مخالفة لما ألفوه، ويتجاهلون وجود مثل تلك النقائض في نظرياتهم نفسها".
-"توماس كون"

من بين الأسرار المهمة لتحقيق مبيعات ضخمة التوصل إلى "حساب مرجعي". أي أن تبيع منتجاتك لشركة ضخمة مهمة تمثل لك مصدر تحقيق الأرباح، وبناء المصداقية أيضًا.

في منتصف الثمانينات، كانت شركات برامج الحسابات المرجعية للكمبيوتر الشخصي الجديد هي "آشتون- تيت" (dBase)، وشركة" لوتس ديفيلو بمنت " Lotus 123)). ولكي تجعل منتجاتها قابلة للتشغيل على أجهزة "ماكنتوش"... كان على شركة "آبل" أن ترسخ أقدام أجهزتها "ماكنتوش" بوصفها أجهزة فعالة عن طريق ربطها بإحدى تلك الشركات "المرجعية". ولكن هذا لم يحدث- ولم تشكل هذه المسألة فارقًا. إن الحسابات المرجعية هي شركات ناجحة وراسخة بالفعل. فهي عادة ما تفيد من استمرارية الوضع الراهن. والمشكلة تكمن فيما يلي: إذا كان لديك منتج أو خدمة مبتكرة، فإن أصحاب هذه الحسابات المرجعية هم آخر من يمكن أن يتبنوها. فهم لا يؤمنون بأي منتج أو خدمة جديدة فقط لأنهم جربوا منتجات أو خدمات أقدم. ومن المؤسف أن العديد من المؤسسات الناشئة تصاب بالهوس حيال أصحاب هذه الحسابات المرجعية- كما فعلت "آبل" بكل من شركتي "آشتوت- تيت" و "لوتس". وستبذل هذه الشركات قصارى جهدها لاستقطاب أصحاب هذه الحسابات كعملاء؛ لأن تعاملهم معها يمثل ميزة هائلة.

إليك نصيحة شخص أخفق في هذا الصدد:
تجاهل من يتعنت في قبول الجدي، وابحث بدلاً منهم عن المحايدين- هؤلاء الذين لا ينكرون منتجك، والذين هم على الأقل على استعداد للنظر في مسألة وجود منتجك أو خدمتك. وإذا لم يستوعب صاحب الحساب المرجعي الذي تحلم به الأمر، انس أمرهم وامض قدمًا. إن العملاء المحايدين، أو "غير المستهلكين"، عادة لا يستخدمون شيئًا محدداً في الوقت الحاضر نظرًا للتكلفة العالية أو للمهارة العالية التي تتطلبها المنتجات الحالية. على سبيل المثال، أثناء المرحلة التمهيدية لأجهزة الكمبيوتر الشخصية في الثمانينات، لم يكن في مقدور المستخدمين شراء أجهزة الكمبيوتر الضخمة، أو أجهزة الكمبيوتر الدقيقة. وحتى لو كان هذا في استطاعتهم، كان من الصعب جدًا استخدام هذه المنتجات لأنهم لم يكونوا يتمتعون بمستوى المهارات اللازمة.

لذا، فمن الأسهل إرضاء هؤلاء المحايدين عن المتعنتين ذلك أنك تمكنهم من إنجاز أشياء لم تتسن لهم في الماضي فحسب- وبالتالي ليس بك حاجة لأن تطيح بمنتج أو خدمة راسخة الأقدام. وبالنسبة لشركة "آبل؟، فلم يمكنها، اللهم في حالات نادرة، حمل المستخدمين على التخلي عن نظام التشغيل "ويندوز" (على الرغم من حملتها الإعلانية)، ولكن بالنسبة للأشخاص الذين يتعاملوا مع أي كمبيوتر شخصي قط " المحايدين"، كان نظام "ماكنتوش" بمثابة تحول لهم. ما من شيء ينبغي أن يثير رجال الأعمال أكثر من اختراق سوق ملئ بالعملاء المحايدين.

اسمح للأخرين بالتعبير عن انفسهم - اتصال

اسمح للعملاء المرتقبين بالتعبير عن أنفسهم
"إن الله الذي حبانا بعينين، وأذنين، لم ينعم علينا سوى بلسان واحد لكي نتحدث به".
-"جوناثان سويفت"

إذا أبدى أحد العملاء المهتمين بشراء منتجك أو خدمتك بكميات ضخمة استعداده لذلك، عادة ما سيصرح لك بما يجب القيام به لإبرام الصفقة. كل ما عليك هو أن تلتزم الصمت حتى يتسنى لعميلك المرتقب الحديث.
وهذه العملية بسيطة :
(أ) اخلق جوًا مريحًا عن طريق طلب الإذن بطرح الأسئلة
(ب)  اطرح الأسئلة التي تريدها
(جــــ) أنصت إلى الإجابات
(د) دوِّن  ملاحظاتك
(ه) اشرح كيف يلبى منتجك أو خدمتك احتياجات العميل- على أن يكون ذلك حقيقًا.

ومع ذلك، نجد أن كثيرًا من الناس يخفقون فيما يلي:
  • إنهم ليسوا على استعداد لطرح أسئلة وجيهة. وقد يتكاسلون عن إجراء بحث شامل قبل الاجتماع بعميلهم المرتقب لكي يفهموه فهمًا جيدًا. علاوة على ذلك، فهم يخافون أن يرى العميل في طرحهم للأسئلة جهلاً بالإجابة عنها.
  • إنهم لا يستطيعون التزام الصمت لأنهم ينتمون إلى مدرسة الثرثرة لتحقيق مبيعات: "سأواصل الحديث حتى يستسلم العميل المرتقب، ويوافق على  الشراء"، أو ربما كانوا قادرين على التزام الصمت وغير قادرين على الإنصات. (السماع شيء لا إرادي، أما الإنصات فهو ليس كذلك).
  • إنهم لا يدونون ملاحظاتهم إما لأنهم كسالى أو لأنهم لا يرون المعلومات التي يدلى بها العميل المرتقب ذات أهمية تذكر. إن تدوين الملاحظات فكرة سديدة، كما سبق وذكرنا في المقال لسابع "فن تدبير التمويل". فأولاً، سيساعدك تدوين الملاحظات على تذكر الأشياء التي تلقى على آذانك. وثانيًا، من المفترض أن تبهر العميل المرتقب باهتمامك القدر الكافي بما يقوله لدرجة أنك كنت حريصًا على تدوينه.
  • إن معلوماتهم حول منتجهم أو خدمتهم قاصرة بحيث لا تمكنهم من تطبيقها على حاجات العميل المرتقب بشكل فعال. وهذا عذر لا يغتفر.

لنفترض أن منتجك يكفل العديد من المزايا المختلفة (ولا أعنى الخصائص!) مثل توفير المال، وضمان الراحة النفسية، وتثقيف العميل. ابدأ بذكر هذه المزايا الثلاث، وأعط الفرصة للعميل المرتقب لكي يستجيب. من الأرجح أن يحدث عميلك المرتقب الميزة المهمة بالنسبة له من بين هذه المزايا.
وإن لم يلق أي من هذه المزايا صدى لدى العميل، سله عما يلقى صدى لديه. وبداية من هذه النقطة فصاعداً، ركز على ما ستسمعه منه لأن العميل ألقى عليك نبًأ سارًا :"هذه هي الطريقة التي يمكنك من خلالها إقناعي بمنتجك". المهم أن تعطى الفرصة للعميل المرتقب للحديث، ثم تنصت، ثم تتصرف بمرونة. وتذكر أن هدفك هو أن تحاول البيع لهم، فيما أن العملاء ليسوا مجبرين على الشراء منك، إذا أطلعك العميل على طريقة إقناعه ببضاعتك، من الأفضل لك أن تنصت إليه بكل جوارحك.



فن العطاء الإنساني - تنمية بشرية

"إن المقياس الحقيقي للإنسان يكمن في الطريقة التي يعامل بها شخص لا ينفعه في شيء على الإطلاق"
-"صامويل جونسون"

بيت القصيد
يشرح هذا المقال طيفية الارتقاء إلى المستوى الإنساني في المعاملات. إن كلمة "Mensch"  ترجع إلى إحدى اللغات القديمة وهى تصف الشخص الذي يتسم بالأخلاق، والدماثة، ويحظى بإعجاب الآخرين. وهذه هي أعلى مراتب الثناء التي يمكن أن يصل إليها المرء ممن تحوز آراؤهم أهمية.

ولقد ضمنت هذا الموضوع في المقال لسببين:
إن كل إنسان ومؤسسة موجودان في السياق الأشمل للمجتمع، وأن القيام بأمور لمصلحتك الشخصية ومصلحة مؤسستك على حساب بقية أفراد المجتمع لا يفيد.
إذا أردت أن تبنى مؤسسة رائعة حقًا طويلة العمر، فإنك في حاجة إلى أن تضرب أفضل مثال في المعايير الأخلاقية للعاملين بالمؤسسة. فالشخص الذي يتحلى بصفات إنسانية هو الذي يعد مثالاً يحتذي به للمعايير الأخلاقية.
إن المبادئ الثلاثة للمعاملات الإنسانية هي مساعدة قطاع كبير من الناس، والقيام بالصواب من الأمور، ورد الجميل للمجتمع- وهى مبادئ بسيطة في ذاتها، لكن من الصعب تطبيقها.

مد يد العون للكثيرين
إن دخول الجنة قد لا يستدعى سوى الإيمان بوجود الخالق، بيد أنه وفقًا للكثيرين، هناك "درجات" مختلفة بالجنة لنطلق على هذه الدرجات ( نظراً لافتقاري لأي تشبيه أفضل) الدرجة الاقتصادي، درجة رجل الأعمال، والدرجة الأولى. ( إن هذا التقسيم يختلف عن تقسيم درجات الجنة الحقيقة، لكنه فقط يهدف لتقريب المعنى لأذهاننا).
وكما الحال في السفر جوًا، فإن السؤال الحيوي "كيف يمكنني الارتقاء بدرجتي؟". يجب أن تزيد من نقاطك من خلال سلوكك وتصرفاتك في الفترة التي تعيشها على هذه الأرض، وأفضل وسيلة لزيادة نقاطك هي مد يد العون للآخرين.
وأبسط من يمكنك تقديم يد العون لهم هم الأشخاص الذين تعتقد أنك ستحتاج إليهم في يوم من الأيام. لكن للأسف، فإن هذه النقاط هي الأقل قيمة لأن الحافز من ورائها ليس خالصًا. وكثير من الناس لا يتجشمون حتى عناء مد يد العون لهذه الفئة.
أما النقاط الغالية، وهى التي تفصل بين الإنسان الحقيقي والانتهازي، فهي التي تكتسبها من مد يد المساعدة لمن لا يقدر على رد الجميل إليك ومساعدتك. وفي الترتيب التصاعدي لمدى خيرية الأفعال، هناك ثلاثة أسباب تدعو لمد العون لهؤلاء الأشخاص:
لا يمكنك الجزم قط- فربما أمكنهم تقديم يد العون لك ذات يوم.
يجب أن تحرص على زيادة أعمالك الطيبة وذلك لكي تعلى من درجتك في الجنة.
سوف تستمد شعورًا بالسعادة عند مساعدة إنسان آخر.
سينتقل بك السبب الأول إلى الدرجة الاقتصادية، فيما سينتقل بك السبب الثاني إلى درجة رجال الأعمال، أما السبب الثالث فسينتقل بك إلى فسينتقل بك إلى الدرجة الأولى بخطوط طيران "سنغافورة" الفاخرة والتي تستطيع الجلوس فيها على مقعد قابل للطي، وسرير أفقي يشتمل على مقبس كهرباء للكمبيوتر الشخصي بك، وسماعات رأس عازلة للضوضاء، وإمكانية الوصول إلى شبكة الإنترنت داخليًا بالطائرة.
ولكن، دعونا لا نخوض في التفاصيل. إن الإنسان الحقيقي يساعد الآخرين بغض النظر عما إذا كان ذلك سيعود بالنفع على حياته أو آخرته. قليلة هي المتع التي تفوق مساعدة الآخرين.

تحر الصواب في أفعالك
إن تحرى الصواب في العمل هو الركيزة الثانية للتعاملات الإنسانية. وهذا يعنى محاولتك الالتزام بسلوكيات خِّيرة وهو ما قد يكون عسيراً على البعض منا. إليك ثلاثة أمثلة:
تقيد بروح الاتفاقات.
يعثر البنك الاستثماري على مشتر لشركتك، ويمد لك يد المساعدة في التفاوض وصولاً إلى سعر مناسب، ويبرم الصفقة نيابة عنك. ومع ذلك، فإن الصفقة تبرم بعد انقضاء تاريخ اتفاقية التعهد بشهر، والرسوم التي من المفترض أن تخصمها من البنك كتعويض عن هذا التأخير هي 500000 دولار أمريكي، ولكنك تسدد نصيب البنك في الصفقة كاملاً على كل حال وعن طيب خاطر.

ادفع لقاء ما تحصل عليه.
لنفترض أنك بائع مجوهرات، وأنك تلقيت شحنة من الخواتم من الـٌمصَنِّع. فأرسل لك المصنع فاتورة بذهب عيار 14 قيراطاً، ولكنك حصلت على خواتم عيار 18 قيراطاً. يجب إذن أن تتصل بالـٌمصَنِّع وتعلمه بالتعارض بين الفاتورة والشحنة.

ركز على الجوانب المهمة.
لنفترض أنك مسئول عن فريق في بطولة الهوكي للمبتدئين، واكتشفت أن نتائجك في منتصف الموسم هي 8-0 لصالح فريقك، فيما أن الفريق الذي يليك بلغت نتائجه 4- 4؛ وأسوأ فريق بالبطولة حصل على 0-8 فيقترح عليك أفضل لاعبي فريقك الانتقال إلى الفريق الأخير بقائمة البطولة مقابل انتقال بعض لاعبيه إلى فريقك. إن الجانب المهم هو أن يستمتع الجميع باللعب، لا السعي الحثيث وراء الفوز بالبطولة.
إن الإنسان الحق هو الذي يتحرى الصواب في عمله،وينأى عن الوضيع من الأعمال، والنفعي، والمادي منها، وتلك التي يستطيع أن يفلت من العقاب إذا قام بها. فالخير بيِّن، والشر بيِّن. هناك بالطبع ثوابت بالحياة، والإنسان الحق هو الذي ينتبه إلى هذه الحقيقة ويضرب بنفسه مثلاً بها.